(2) مشروع وليمة لكل صلاةقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلًا في الجنة كلما غدا أو راح " [أخرجه ابن حبان (2037) ، وصححه شعيب الأرنؤوط] ، والنزل هو الوليمة التي تعد للضيف ..
هذه هي الوليمة .. فتعال معي .. أعطيك مشروع الوليمة :
1- ابدأ الاستعداد لصلاة الفريضة قبل الأذان بعشر دقائق ، ومعلومة تعرفها لأول مرة في حياتك أن البداية الحقيقية للصلاة هي الوضوء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مضمض واستنشق خرت خطاياه من فيه وأنفه ، ومن غسل وجهه خرجت خطاياه من أشفار عينيه ، ومن غسل يديه خرجت من أظفاره أو من تحت أظفاره ، ومن مسح رأسه وأذنيه خرجت خطاياه من رأسه أو شعر أذنيه ، ومن غسل رجليه خرجت خطاياه من أظفاره أو تحت أظفاره ، ثم كانت خطاه إلى المسجد نافلة " [أخرجه الإمام أحمد (4/384) ، وصححه شعيب الأرنؤوط] .
2- استشعر وأنت تتوضأ كل كلمة من كلمات هذا الحديث ، فانظر إلى الماء وهو ينزل من بين أصابعك ، وانظر إلى الماء وهو يقطر من لحيتك ، وهو يغسل ذنوبك ، فتشعر ساعتها أنك إنسان طاهر .
3- اخرج إلى الصلاة ، وأرجو منك أن تشعر .. تحس .. تستمتع برفع قدم ووضع أخرى ، وأنت ترى رفع درجة وحط خطيئة .
4- ادخل المسجد قبل الأذان ، وقف لتستجمع نياتك وتستحضر قلبك وتطرد الشيطان وتنسى همومك وتنعزل عن الدنيا ، فرصة إذا جرى هذا في دقائق وأنت واقف لا تجلس قبل الأذان وفي المسجد .
5- ردد الأذان بحضور قلب ، الله أكبر من كل همومك ، الله أكبر من مشاغلك ، الله أكبر من مصائبك ، الله أكبر من ذنوبك ، الله أكبر من كل شيء ، وهكذا ....
6- صل على حبيبك أطول صلاة ممكنة تستطيعها ، ثم سل الله له الوسيلة والفضيلة ، ثم صل السنة القبلية بهدوء واستحضار قلب وتركيز شديد ، جاهد في ذلك ، وكلما تفلتت منك لحظة استعدها بزيادة آية أو تسبيحة .
7- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد " [أخرجه الإمام أحمد (3/225) ، وصححه الألباني (265) في صحيح الترغيب والترهيب] ، فبعد أداء الركعتين السابقتين ارفع يد التضرع .. وابسط كف التوسل .. وذل واخضع .. وسل من بيده مفاتيح الخير كله أن يفتح لك بابًا إلى رحمته ، واجتهد في الدعاء ، وتباكى ، فإن الطفل إذا طلب من سيده شيئًا ولم يعطه بكى .
8- احرص على الوقوف خلف الإمام ، أقرب ما تكون منه ، وستجد لهذا تأثيرًا في قلبك عند سماع قراءته ، واجتهد ألا تخسر شيئًا من صلاتك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها " .
9- استشعر أثناء الصلاة أنك بين يدي الله عز وجل ، ملك الملوك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا ؛ فإن الله عز وجل يقبل بوجهه على عبده ما لم يلتفت " [أخرجه الإمام أحمد (4/202) ، وصححه الألباني (1724) في صحيح الجامع] ، هذا في حال القيام أثناء الصلاة .
10- واستشعر حال الركوع تعظيم الرب والخضوع له ، أما في حال السجود فمتعة لا يدانيها شيء : {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق : 19] ، استشعار القرب والدنو والذل والعلو ، فإنك ما سجدت لله سجدة إلا رفعك بها درجة .
11- أكثر من الدعاء في السجود ، وبعد التشهد قبل السلام ، فإنها مواطن استجابة ، لاسيما إذا دعوت باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى ، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد ويقول : ( اللهم أسألك يا الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد أن تغفر لي ذنوبي .. إنك أنت الغفور الرحيم ) ، فقال صلى الله عليه وسلم : " قد غفر له .. قد غفر له .. قد غفر له " [أخرجه أبو داود (985) ، وصححه الألباني (869) في صحيح أبي داود] .
12- فإذا سلمت ؛ فاجلس على هيئتك محتفظًا بحرارة الصلاة ، مستشعرًا الشبع والامتلاء وحصول قرة العين بعد القرآن والذكر والدعاء والركوع والسجود ، وابدأ في الأذكار المشروعة بهدوء ، لا تستعجل ، واحدة .. بواحدة ..
13- ثم صل السنة البعدية بعد أذكار الصلاة ، مستجمعًا ثمرة كل ما مر معك : الوضوء ، السعي إلى المسجد ، ترديد الأذان ، السنة القبلية ، الفريضة ، أذكار الصلاة ، فتكون هاتان الركعتان مستجمعتين لكل ما سبق .
14- نصيحة .. قبل أن تقرأ الفقرة القادمة أعد قراءة ما سبق ، ولا تستطل ما مر ، فكل ما سبق له ثمراته الخطيرة ، إنها وليمة يا عبد الله .. نُزُل .. إكرام من الله .. وإليك الثمرات هنيئًا مريئًا :
1) ثواب الوضوء : عن حمران مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه رأى عثمان دعا بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يمينه في الوضوء ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثًا ويديه إلى المرفقين ثلاثًا ثم مسح برأسه ثم غسل كل رجل ثلاثًا ثم قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ نحو وضوئي هذا وقال : " من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه " [متفق عليه ، البخاري (158) ، ومسلم (226)] .
يالله .. غفر له ما تقدم من ذنبه !! .. يعني كل ذنوب السنين ( محيت بأستيكة ) !! ..
2) ثواب الدعاء بعد الوضوء : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء " [أخرجه الترمذي (55) ، وصححه الألباني (6167) في صحيح الجامع] .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من توضأ فقال : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة " [أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (1455) ، وصححه الألباني (2651) في الصحيحة] .
قال أبو موسى : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ فسمعته يدعو يقول : " اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي " ، قال فقلت : يا نبي الله لقد سمعتك تدعو بكذا وكذا ، قال : " وهل تركن من شيء ؟ " [أخرجه أبو يعلى (7273) ، وحسنه الألباني (1265) في صحيح الجامع] .
3) ثواب المشي إلى المسجد وفيه ما فيه من الثواب ، فعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة قال : أحسبه في المنام فقال : يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قال قلت : لا ، قال : فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو قال في نحري فعلمت ما في السماوات وما في الأرض ، قال : يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : نعم ، قال في الكفارات والكفارات المكث في المساجد بعد الصلوات والمشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في المكاره ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه " [أخرجه الإمام أحمد (1/368) ، وصححه الألباني (3169) في الصحيحة] .
نستخرج من هذا الحديث هذه الأجور للسعي إلى الصلاة في جماعة :
* اختصام الملأ الأعلى في كتابة أجرها ، دليل على عظمة أجرها .
* أنه من أسباب العيش بخير والموت بخير .
* أنه من أسباب محو الخطايا و رفع الدرجات .
* أنه من الكفارات .
* وأن الخارج من الصلاة ضامن على الله .
* وأن الخارج إلى الصلاة في صلاة حتى يرجع إلى بيته .
* وأن صلاة الجماعة تعدل صلاة الفرد بسبع وعشرين مرة .
* وأن من توضأ وجاء إلى المسجد فهو زائر لله عز وجل ، وحق على المزور أن يكرم الزائر .
* كل خطوة إلى المسجد رفعتك درجة ، وحط عنك بها خطيئة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواتها إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة " [أخرجه مسلم (666)] .
4) ثواب ترديد الأذان نوال شفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرًا ، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة " [متفق عليه ، البخاري (4442) ، ومسلم (384)] .
5) ثواب صلاة السنة القبلية .
6) ثواب انتظار الصلاة فكأنك في صلاة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال العبد في الصلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة ما لم يحدث " [متفق عليه ، البخاري (465) ، ومسلم (649)] .
7) ثواب دعاء الملائكة لك ما لم تحدث ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث : اللهم اغفر له اللهم ارحمه " [متفق عليه ، البخاري (465) ، ومسلم (649)] .
ثواب تكبيرة الإحرام ، صلاة الجماعة ، الصف الأول ، ميمنة الصف .
9) ثواب أذكار الصلاة ، والسنة البعدية ، وثواب المكث في المسجد ، و .......و..... .
بالله عليكم .. أليست وليمة ؟!! ..
بالله عليكم من يضيعها وهو يستطيعها ..
ماذا تسمونه ؟!